ثقافة

المدينة المفقودة مغامرة في تاريخ 3000 سنة

المدينة المفقودة تلك المدينة الاثرية ، التي دفنت تحت الأرض لتفتح صفحاتها اليوم وتكشف خزائن اسرار 3000 الاف سنة.

الحياة القديمة

 

سمعنا الكثير عنها الكائنة بـ الأقصر عاصمة السياحة الثقافية في مصر .

كنوزا واثار تكشف حياة المصريين القدماء وعصور الفراعنة العظماء من ملوك و ملكات .

كيف كانت تلك الحياة القديمة التي تمر عليها 3 الاف سنة ، كيف عاش ذلك المصري القديم .

كيف بنى الحضارة ، جميعها أسئلة دارت في فلك العقل ، قبل الانطلاق في مغامراتنا نحو المدينة .

وبدأت القصة حين تلقيت تليفون من أحد الأصدقاء يخاطبنى انت لازم تروح تكتب عنها ، اكتشاف جديد مايفوتكش ابدا .

لتدور الفكرة في الحال لأحضر حقائب السفر ، و نستعد لاكتشاف ذلك العالم الغامض .

لنحجز تذاكر القطار القاهرة – الأقصر و التي تتكلف رحلته من الوقت قرابة الـ 7ساعات ونصف الساعة.

للنطلق نحو مرادنا والاجابة على اسئتلتنا بين الجدران المتعرجة للمبانى الاثرية و القطع الفخارية.

و كيف كان يعيش الفراعنة في تلك الحقبة الزمنية .

وفي حديث جانبي بيني و بين صديق لي يعمل مصورا صحفيا خلال رحلة القطار، تسأل “هو في بجد”؟

مدينة مفقودة وليها سموها كدة ، فرددت قائلا : اجدادنا الفراعنة تركوا لنا ارثا عظيما من الكنوز و التاريخ و الحضارة

فاتفهم تعجبك من ان تكتشف مدينة مفقودة فهو حالنا جميعا.

القطار

 

ليمر علينا مفتش القطار مقاطعا حديثنا ، متسائلا : أين التذاكر ياسادة بوجه صارم ، لنرد معانا بس في “حقائبنا”

انتظر لحظة حتى اخرجناها له ، متابعا سؤلة انتوا رايحين المدينة ، اللي بيقولوا عليها في الأقصر

يابختكم هتشوفوا أجمل مكان الناس كلها بتتكلم عنه .

متابعا حديثة ، لعلمكم هتشوفوا تاريخ ميش موجود في العالم غير في الأقصر بس ، غير أهلها الكرام الطيبين ، هتشوفهم من أول مارجلك تنزل من القطار ، ولو احتاجتم اى حاجة ماتترددش واطلب.

اقرأ أيضا :حكاية ترميم سبيل الأمير شيخو بالحطابة

ليتركنا ماضيا في جولته للتفتيش على التذكر ، يعقبها بـ ربع ساعة ، كوبين من الشاي على حسابة بعد معرفتة انني صحافي ، قادم من القاهرة للحديث عن الكشف الاثري الجديد ، كنوع من الكرم و الضيافة المعتادة من قبل أهل الأقصر الطيبين .

الاقصر

وعقب وصولنا في الساعة الثانية عشر ظهرا كان في انتظارنا ، الحاج رمضان صاحب البشرة البنية الاصيلة ، كملامح الشمس الساطعة.

وبابتسامة معروفة عنه وحب رباني كأنك تعرفة منذ سنوات كثيرة ، وبكلمة مرحب بيك في مدينة العالم التاريخي ، كانت بداية قصتنا لدخول الأقصر ، أرض اسرار التاريخ الفرعوني .

ليطحبنا بسيارته الي مقر اقامتنا في ذلك الفندق البسيط ، المطل على الشارع الرئيس لكورنيش النيل ، ليعرض علينا الغداء على حسابة الشخصي وفى منزله

ولكن نظرا لضيق الوقت عزمناه احنا على الغداء المقرر في اليوم التالي بجوار الكشف الاثري الجديد ، ليكون رد الكرم بـ الكرم مثالا بيننا .

وعقب ترك حقائبنا في الفندق لم نترك الفرصة لزيارة الأقصر ، وركوب الحنطور في جولة سريعة بين أحضان أكبر متحف مفتوح في العالم.

لنري وجوه رسمت ملامحها الطيبة و عراقة و اصالة المعابد أبرزه الأقصر و الكرنك ، وبعيونك تستطيع ان تري البر الغربي ، ومعبد الملكة البارزة حتشبسوت .

لنعود ادراجنا في لنأخذ وجبة الغداء في مطعم ام هاشم ، ذلك المطعم البيتي الشهير ، الذى طالبنا وجبه طاجن و مشويات مشكلة ، والسلطات الطازجة

لتكون الوجبة الدسمة بمذاقها الرائع ، فلايوجد منا احد يستطيع مقاومتها .

وعقب تناول الغداء قررنا العودة الي الفندق الصغير للراحة ، ثم ارتياد جولة سريعة على كورنيش الأقصر البهيج.

لتري الاسر و السائحين في مارثون منظم عبقري لاستمتاع بهواء النيل واللوحة الفنية المضاءة على الجانب الاخر منه “البر الغربي” والذى ستراه يراودك بزيارة ذلك الصرح التاريخي .

المدينة المفقودة

المدينة المفقودة

ثم قررنا العودة للخلود الي النوم ، حتى نستطيع ان نخوض جولتنا بين طيات المدينة ، والتي اكتشفتها البعثة الاثرية المصرية ، برئاسة الدكتور زاهي حواس عالم المصريات .

وفى تمام الساعة السادسة صباحا ، استيقظنا للفطار و ثم التوجه لتلك المدينة التي كنا على موعد معها في تمام الساعة التاسعة صباحا.

لتبدأ جولتنا في دروب التاريخ منذ 3 الاف عاما ماضية ، لتستقبلنا في بداية المدينة القطع والاواني الفخارية ، التي استخدمها المصري القديم لتكون بوابة الدخول .

واستقبلنا احدى الاثريين القائمين على العمل ، ليفتح لنا أبواب المعلومات حول ذلك الكشف الاثري ، وحكايتة وقصص المصريين القدماء “الفراعنة”.

والتي أكدت ان المدينة كانت عاصمة سكنية وإدارية ، للملك تحتمس الثالث الذى حكم مصر من عام 1391 الى 1353 ق .م و الذى استمر العمل بها حتى الملك توت عنخ امون .

أسرار المدينة

طرقات المدينة المفقودة
طرقات المدينة المفقودة

فتحت المدينة اسرارها لنا ، حيث رأينا طرقات متناغمة وسط جدران متعرجة المبنى ، في تلك اللحظة رجع بنا الزمان لنعيش لحظة المصري القديم .

كيف كان يومه وحياته و تعاملاته واعماله ، ليكون المشهد كفيلم سينمائي حقيقي وواقعى ، فالطوب اللبن والطين ، بنيت تلك البيوت التي وصل ارتفاعها 3 امتار .

وحتى الغرف المشكلة على شكل مربع ، بنيت بطراز فرعونى ، يظهر عبقرية البناء الذى يجمع بين تعرج المبنى الخارجي و انتظامه داخليا بالشكل المربع.

أوانى

من داخل المدينة

لتجد بداخل الغرف الاوانى و الأدوات المطبخية ، بالإضافة الى اوانى بها اللحوم ، وورش استخدمها المصري القديم .

تلك المدينة حين تخطوا قدمك إياها ، ستعرف كيف عاش الفراعنة ، ستشعر بتلك العظمة و العبقرية التي قدمها الأجداد ، فهى ارث عظيم تركه الجدود .

واثناء تجولك بين دروب المدينة ، ستجد هياكل عظمية ، قابعة منذ الاف السنين ، بين معبد رمسيس الثالث في مدينة هابو ومعبد أمنحتب الثالث في ممنون .

واثناء التجول في المدينة ، وجدنا النقوش الهيروغليفية ، على العديد من أوانى النبيذ ، والتي كان يحتسيها علية القوم من الملوك و الفراعنة والنبلاء ، ليؤكد انها هنا كان يعيش العظماء .

ثلاثة قصور ملكية

و المدينة كان بها ثلاثة قصور ملكية خاصة بالملك أمنحتب الثالث ، وقد دل على ذلك تلك الفاترينة المعروض بها الخواتم والجعارين والاوانى الفخارية الملونة و الطوب اللبن الذى يحمل أختمام خرطوش الملك أمنحتب .

ورأينا ورش لانتاج الطوب اللبن لبناء المعابد ، والذى يحتوى على ختم الملك ، واثناء تجولنا شاهدنا أدوات الغزل و النسيج ، وبعض المعادن و الزجاج .

ومن أروع القصص المثيرة ، وجود إناء يحتوي على قرابة 10 كيلو من اللحم يحكي قصة عيد حب سد الثالث ، والجزار ايوي .

كما شاهدنا نص منقوش على ختم الملك مكتوب عليه “جم با أتون” ، أي مقاطعة اتون الساطع ، كما يوجد العديد من المقابر المنحوتة في الصخور .

وبذلك انتهت جولتنا داخل المدينة ..