حصاد الدعم المصري لإفريقيا في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي خلال 2022
– تخصيص 2317 منحة لدول القارة بمرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا
– مصر تستضيف العديد من مسابقات الإبداع والابتكار للموهوبين وصغار الباحثين
– تشجيع برامج الشراكة والتوأمة بين الجامعات المصرية والإفريقية
أكد د. أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، حرص مصر على تعزيز التعاون المُشترك مع شتى الدول الإفريقية في جميع المجالات، ويأتي على رأس أولوياتها التعاون في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي، نظرًا لأنهما يُمثلان قاطرة النهوض الاجتماعي والاقتصادي، موضحًا أن القيادة السياسية تُولي اهتمامًا كبيرًا بهذا الملف الذي حظى باهتمام بالغ خلال عام 2022، مشيرًا إلى أن مصر لن تدخر جُهدًا تجاه دعم أشقائها الأفارقة، وستظل مصر دائمًا تُقدم يد العون والمساعدة لأشقائها من أجل تحقيق التنمية والنهضة لجميع دول القارة.
وأوضح الوزير أن إجمالي المنح المصرية المُخصصة لدول القارة الإفريقية 2317 منحة، مُقسمة إلى (1513 منحة في المرحلة الجامعية ـ 733 منحة لمرحلة الدراسات العليا ـ 71 منحة لدراسة اللغة العربية)، وتشمل: منح برامج التبادل الثقافي، ومنح وزارة التعليم العالي باللجنة الفرعية في وزارة الخارجية، ومنح الجامعات المصرية الحكومية والخاصة، ومنح من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
وأشار الوزير إلى أن مصر تقدم دعمها لمختلف دول القارة، حيث تستضيف مصر مقر اتحاد الجامعات الإفريقية لدول شمال إفريقيا، كما تقدم الوزارة كل الدعم للاتحاد العام للجامعات الإفريقية، من خلال تنظيم مؤتمرات لدعم البحث العلمي والشراكة في البحوث الطبية والصيدلانية، كما تقوم الوزارة بتفعيل عمل فروع الجامعات المصرية بالخارج في السودان وجنوب السودان وتشاد، موضحًا أن الوزارة تسعى لربط الجامعات المصرية بنظيرتها الإفريقية، من خلال برامج شراكة وتوأمة بين الجامعات المصرية والإفريقية، مثل الشراكة بين جامعة حلوان وجامعة ليمبوبو بجنوب إفريقيا، منوهًا إلى أن المراكز البحثية المصرية تقوم بالتواصل مع الباحثين الأفارقة لإجراء مشروعات بحثية مُشتركة خاصة في مجالات (الزراعة والغذاء والموارد المعدنية والطاقة الجديدة والمتجددة والصحة وتكنولوجيا الفضاء والاستشعار من البعد).
واستعرض الوزير جهود الوزارة في دعم أشقائها، من خلال تخصيص منح للدراسات العليا سنويًا، حيث تم تخصيص حوالي 45 منحة للدراسات العليا هذا العام للطلاب الأفارقة، بالإضافة إلى تقديم ما يقرب من 50 منحة سنويًا من الجامعة الأمريكية بالقاهرة والجامعة المصرية اليابانية، مشيرًا إلى أنه تم تدريب العديد من شباب الدول الإفريقية في دورات تدريبية قصيرة بالعديد من مجالات البحث العلمي، ومنها: (الفضاء والاستشعار من البُعد، وبحوث الفلك والجيوفيزياء، والبحوث الصحية والأوبئة وبحوث الفلزات والبترول)، كما تعمل الوزارة على استخدام وتوظيف بيانات الأقمار الصناعية لحل المشاكل البيئية الإقليمية المُشتركة، وكذلك تعظيم الفائدة من الموارد البحرية ورصد وتخريط الأماكن الواعدة للصيد المفتوح .
وأكد الوزير على أهمية ما تقوم به مصر من إنشاء وكالة الفضاء الإفريقية، والتي أوشكت على الانتهاء من المبنى الدائم للوكالة تمهيدًا لتشغيله عقب الانتهاء من الإجراءات الإدارية من التوقيع على اتفاقية المقر، حيث سيكون للوكالة بالغ الأثر في نهضة علوم وتكنولوجيا الفضاء بالقارة الإفريقية مع الدعم الكامل الذي تقدمه الحكومة المصرية مشيرًا إلى أن الوزارة ستقوم بتقديم الدعم الفني والتقني لإعداد كوادر إفريقية ذات خبرات مُتميزة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
وأشاد الوزير باستضافة مصر العديد من مسابقات الإبداع والابتكار للموهوبين وصغار الباحثين؛ لزيادة الوعي حول أهمية التعليم والبحث العلمي، كقاطرة للتنمية في إفريقيا، وتحقيق أجندة إفريقيا 2063، والتي تُعيد لمصر الريادة من خلال اجتذاب الطلاب والمُبدعين للتناغم والتعاون المُشترك، والوقوف على إمكانيات في البحث العلمي، مشيرًا إلى تنظيم الوزارة للعديد من المؤتمرات العلمية بمشاركة الخبراء الأفارقة والأكاديميين؛ بهدف زيادة التبادل العلمي في مختلف التخصصات الطبية والعلمية والتقنية، ومن أبرزها التعاون مع الأكاديمية الإفريقية للبحث العلمي التابعة للاتحاد الإفريقي في مجال البحوث الطبية للأوبئة المتوطنة وذلك بالتعاون مع الهند؛ للمساهمة في دعم الدول الإفريقية بالبحوث والتطوير في مجال الأمراض والأوبئة المتوطنة.
وأشار الوزير إلى تنظيم فعاليات النسخة الثانية من الأسبوع العالمي للفرنكوفونية العلمية، الذي نظمته الوكالة الجامعية الفرنكوفونية بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، برعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وبمُشاركة عدد 30 وزيرًا من وزراء التعليم العالي والبحث العلمي الأفارقة والخبراء ورؤساء الجامعات، كما استضافت الوزارة العديد من الاجتماعات الإقليمية المؤثرة في الاستراتيجيات الإقليمية والعالمية وعلى سبيل المثال الرابطة الدولية للدول الافريقية والاسيوية للزلازل، وكذلك اجتماع منظمة القياس والمعايرة الأفريقية.
ومن جانبه، أشار د. إسلام أبو المجد مستشار الوزير للشئون الإفريقية إلى أنه تم عقد العديد من الاجتماعات الوزارية والتنفيذية الافتراضية لعرض التجارب والدروس المُستفادة من جائحة كورونا؛ بهدف تبادل الخبرات بين الدول الإفريقية والاستعداد لأي جوائح مُستقبلية من شانها التأثير على العملية التعليمية والبحثية، مشيرًا إلى عرض الوزارة أهمية الاهتمام بالتعليم عن بُعد وإنشاء المنصات الإلكترونية للمحاضرات والامتحانات، وتعميم نظام الامتحانات الإلكتروني التأهيلي للكليات، فضلًا عن التعاون مع بعض المنصات العالمية لزيادة الفرص التعليمية بالمعايير العالمية للجامعات المُتطورة.
وأضاف د. أبو المجد أن الوزارة شاركت مُمثلة عن الدولة المصرية في كافة اجتماعات الاتحاد الإفريقي، ومنها الاجتماع الوزاري لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي الأفارقة، والاجتماعات الاستراتيجية لإعداد وتنفيذ الاستراتيجيات العلمية والتقنية بالقارة الإفريقية وخاصة استراتيجية العلوم والابتكار التي تم الانتهاء منها ومن المقرر أن تعرض على القمة الإفريقية القادمة.
وصرح د. عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، أن الوزارة تضع تولي اهتمامًا كبيرًا بالتعاون الإفريقي والذي يأتي ضمن أهم أولوياتها، وذلك من خلال تقديم الدعم لأشقائها في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي، مؤكدًا استمرار الوزارة في دعم الأشقاء الأفارقة في مرحلتي (البكالوريوس والدراسات العليا) من خلال كافة الجامعات المصرية، فضلًا عن توفير المزيد من المنح الدراسية، وتبادل الخبرات المُشتركة في شتى المجالات التعليمية والبحثية، مشيرًا إلى أن الفترة القادمة ستشهد المزيد من التعاون لدعم العلاقات مع الأشقاء الأفارقة.