فنادق الشرق الأوسط مستعدة للاستفادة القصوى من نظام العمل عن بعد حسب سوق السفر العربي
قامت شركات تقنية المعلومات الكبرى والمتطورة بتسريع الطلب نحو الاتجاه لنظام العمل عن بُعد.
لا يزال البحث عن الترفيه أثناء التنقل يتمتع بشعبية متزايدة بين أفراد جيل الشباب والمدراء التنفيذيين من جيل الألفية وغيرهم من الرحالة الرقميون الذين يجوبون العالم بصحبة حواسيبهم النقالة لإنجاز أعمالهم الحرة عبر الانترنت.
تستعد الفنادق في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط للاستفادة من الطلب العالمي الكبير على الأعمال، مدفوعًا بشكل رئيسي بالقيود الاجتماعية التي فرضتها الحكومات في جميع أنحاء العالم خلال الأشهر العشرة الماضية.
ويتوقع العديد من خبراء السفر ارتفاعًا في الأعمال في عام 2021 وما بعده وفقًا لبحث تم إجراؤه بتكليف من شركة “ريد ترافيل اكزيبيشنز”،الجهة المنظمة لـ معرض سوق السفر العربي، وهو اتجاه كان واضحًا في عام 2019 ، ولكنه أصبح كذلك الآن. مثل هذا الطلب المكبوت بسبب قيود السفر الناجمة عن تفشي جائحة كورونا.
وتعليقاً على ذلك، قالت دانييل كورتيس، مديرة معرض سوق السفر العربي الذي سيقام في مركز دبي التجاري العالمي في الفترة من 16 إلى 19 مايو 2021:” بدأ قطاع الفنادق في الشرق الأوسط بالتعافي تدريجياً ،لا سيما في الأماكن الجذابة والمميزة مثل إمارة دبي، إذ خلقت الإقامة الطلب الأولي بعد الإغلاق، وكانت الخطوة التالية هي النمو المستمر للأعمال ، والتي يشار إليها أيضًا باسم الإقامات الترفيهية ، والتي بدورها تميل إلى جذب المزيد من الزوار من الخارج “.
وقد لعب إعلان شركات كبرى مثل: فيسبوك وتويتر وسبوتيفاي عن السماح للموظفين لديهم بالعمل من المنزل إلى أجل غير مسمى دوراً كبيراً في تغذية نمو هذه الأعمال، مما دفع العديد من الخبراء إلى توقع أن هؤلاء المحترفين الرقميين من المرجح أن يعملوا عن بُعد بالتزامن مع استمرار الاتصال بأمان مع مكاتبهم الفعلية.
وأضافت كورتيس قائلة:”سيكون المدير التنفيذي أثناء التنقل والسفر مشهدًا أكثر شيوعًا في الفنادق على المدى الطويل،سواء كان من أفراد جيل الشباب أو المحترفون من جيل الألفية أو حتى الرحالة الرقميون المستقلون الذين يمكنهم كسب لقمة العيش من خلال حواسيبهم المحمولة “.
وترجح كورتيس زيادة شعبية هذا الاتجاه من الأعمال بالتزامن مع قيام أكثر من 50٪ من السكان العاملين في العالم بذلك من المنزل وظهور الرحالة الرقميون الذين يفضلون العمل عن بُعد، مما سيخفف ذلك من الشعور بالملل والعمل من المنزل، حتى بعد القضاء نهائياً على جائحة كورونا، ومن الواضح أنه على المدى القصير سيوفر الإيرادات التي تشتد الحاجة إليها ليس فقط للفنادق ولكن قطاع السياحة والسفر بأكمله بشكل عام ناهيك عن انتعاش خزائن الحكومة.
وبهذا الإطار، قالت كورتيس: ” لقد قامت دبي بتقديم برنامج تأشيرة عن بعد يمنح من خلاله الزائرين الحق في الإقامة لمدة تصل إلى 12 شهرًا، مع إمكانية الوصول إلى مساحات العمل المشتركة وخدمات الدعم الحكومية”.
وفي هذا الضوء، فقد بدأ عدد كبير من الفنادق في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل متزايد بتوفير مساحات عمل مشتركة بهدف الاستفادة القصوى من مساحة الفندق بهدف تلبية احتياجات عمل المسافر الذكي الجديد، إذ أنها لم تعد تعتبر فقط مجرد مكان للإقامة فحسب، بل أصبحت بيئة عمل محتملة أيضاً.
وفي هذا الصدد، قال مارك كيربي، مدير العمليات في شركة إعمار للضيافة: ” لقد أحدث انتشار فيروس كوفيد-19 اضطرابًا كاملاً في العمل المكتبي التقليدي من المكتب، وقد سارع قطاع الضيافة بإيجاد حلول بديلة لأولئك الذين يتطلعون إلى الجمع بين العمل من المنزل ووقت الفراغ بنفس الوقت.
إن تقديم مفهوم العمل عن بعد ليس مجرد فكرة جديدة فحسب، بل إنه يتعلق بإجراء تعديلات وتحديثات بشكل مستمر لتلبية ومواكبة متطلبات السوق الجديدة، مما يسمح لأولئك الذين لا يعملون حاليًا من مكاتبهم بالاستمتاع بتجربة ضيافة فاخرة بالتزامن مع الاستمرار في التزامات عملهم “.
وعلى سبيل المثال فإن الفنادق في جزر المالديف تقوم بتقديم باقات المكاتب الفندقية، حيث يمكن للضيوف العمل من منزل شاطئي منعزل، مع مكاتب شخصية وخدمة انترنت واي فاي عالية السرعة، وعلى الطرف الآخر فقد أنشأت بعض الفنادق في الهند مناطق مشتركة داخلية وخارجية تعمل كمساحات صديقة للعمل، كما اختارت العديد من الفنادق الأخرى مساحات مخصصة للعمل عن بعد بجانب حمام السباحة، حيث يحصل العاملين عن بعد من خلاله على طاولة وكرسي ومظلة وخدمة انترنت واي فاي ومقبس طاقة، فضلاً عن وجود كراسي التشميس المنتشرة في كل مكان .
وتابعت كورتيس حديثها قائلة: “يمكن أن يتسع هذا النوع من الطلب المتزايد على الفنادق ليشمل العائلات أيضاً، وذلك اعتمادًا على فعالية اللقاحات التي يتم طرحها، بالإضافة إلى تخفيف قيود السفر والقيود الاجتماعية الأخرى، كما يتعلق ذلك فيما إذا كان الأطفال يخوضون تجربة التعليم عن بعد من المنزل، فإنه لن يكون هناك فرق كبير إذا كانوا في المنزل أو حتى في مكان العمل مع والديهم، وفي الحقيقة فإن قضاء الوقت بعيدًا عن ليالي الشتاء الطويلة الباردة في شمال أوروبا سيلعب دوراً كبيراً بلا شك في تحسين الحالة الذهنية للعائلة “.
في عامه الثامن والعشرين، سيقام معرض سوق السفر العربي تحت شعار “بزوغ فجر جديد لقطاع السفر والسياحة”، وذلك بالتعاون مع مركز دبي التجاري العالمي ودائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي. خلال الحدث، سيتم تسليط الضوء بشكل رئيسي على الوضع الراهن لقطاع السياحة والسفر، والأهم من ذلك كله، هو التطرق إلى ما يخبئه المستقبل لهذه الصناعة، بالإضافة إلى التركيز على أبرز الاتجاهات الناشئة، وكيفية الاستفادة من الابتكار في دفع عجلة نمو هذه الصناعة إلى الأمام.
هذا وسيشكل سوق السفر العربي 2021 جزءاً أساسياً من أسبوع السفر العربي، وستكون هذه النسخة وللمرة الأولى نسخة هجينة، أي سيتم إطلاق حدث افتراضي لسوق السفر العربي بعد انتهاء الحدث الرئيسي بأسبوع، حيث تهدف الشركة المنظمة من خلال ذلك إلى الوصول لشريحة أكبر من المهتمين والعاملين في هذه الصناعة، وذلك من خلال الحدث الافتراضي لسوق السفر العربي، الذي أقيم للمرة الأولى في وقتٍ سابق من هذا العام، وأثبت نجاحه الكبير في جذب 12,000 زائر من 140 دولة على مدار ثلاثة أيام.