ثقافة

أسرار حياة الملك “تتي” وهرمه وآثاره المكتشفة قديماً وحديثا

قال الباحث الأثري أحمد عامر إن الاكتشافات الأثرية المتلاحقة في منطقة آثار سقارة سوف تعيد كتابة تاريخ هذه المنطقة مره آخري .

أفاد انه وبصفة خاصة خلال الأسرتين الثامنة عشر والتاسعة عشر من الدولة الحديثة وكذلك العصور المتأخره.

موضحا أن  الملك “تتي” هو مؤسس الأسرة السادسة، وكان من مؤيدي حركة “أوناس” آخر ملك الأسرة الخامسة ضد كهنة إله الشمس وسيطرتهم الكُبري علي البلاد.

وكان أيضاً شديد الصلة بالحركة التي قامت في “منف” لإعلاء شأن معبودها “بتاح” حتي يتم التوازن بينه وبين “رع” معبود “هليوبولس”.

وإلي جانب هذا فقد بدأت عقيدة “أوزيريس” تنتشر إنتشاراً كبيراً بين الناس، ووسط هذه التيارات المختلفة جلس “تتي” علي عرش البلاد.

وحاول أن يسير بشئون الحكم وسط هذه الأعاصير، ويبدو أنه لم ينجح، ويؤكد “مانيتون” المؤرخ المصري أنه مات مقتولاً بيد حراسه، ودُفن في هرمه الذي شيده في سقاره.

وتابع “عامر” إلي أن هرم الملك “تتي” يقع شمال شرق الهرم المُدرج، والهرم يبدو أنه وكأنه كومة من الأحجار والرمال.

ولا شك أنه قد تعرض للعبث والتدمير فقد زالت الكسوة التي كانت تمثل أحجار ملساء علي الأوجه الخارجية.

كما ضاعت أجزاء كبيرة من مباني الهرم نفسه وخاصة القمة، ويقع مدخل الهرم من الناحية الشمالية ويؤدي إلي غرفة الدفن وقد وجدت بعض الجدران المنقوشة بنصوص الأهرام محطمة.

وأشار “عامر” إلي أنه للدخول إلي غرفة الدفن ننزل من الممر المنحدر الذي يقع بأرضية الجبل في الواجهه الشمالية للهرم وقد زُود حالياً بسلم خشبي يوصل إلي ردهة.

وبعد ذلك نمر في ممر أفقي، وينتهي هذا الممر بثلاث غرف، ثم نصل إلي غرفة التابوت، سقفها جمالوني مُدبب منقوش بالنجوم ممثلاً للسماء الذي صعد إليها الملك والغرفة مغطاه بنصوص الأهرام.

ولم يبق من المعبد الجنائزي الإ القليل، وهو خاص بالملكة “نعرت” زوجة الملك تتي، والذي تم الكشف عن جزء منه في الأعوام السابقة للبعثة، كما عثرت البعثة أيضاً على تخطيط المعبد، بالإضافة إلى ثلاثة مخازن مبنية من الطوب اللبن في الناحية الجنوبية الشرقية منه، لتخزين القرابين والأدوات التي كانت تستخدم في إحياء عقيدة الملكة.

وإستطرد “عامر” إلي أن كشف اليوم يعتبر من أهم الاكتشافات الأثرية لهذا العام وسوف يجعل سقارة مع الاكتشافات الأخرى مقصد سياحي وثقافي مهم.

وسوف يعيد كتابة تاريخ سقارة في عصر الدولة الحديثة بالإضافة إلى تأكيد أهمية عبادة الملك “تتي” خلال الأسرة التاسعة عشر من الدولة الحديثة.

حيث نجد العثور داخل الآبار على أعداد كبيرة من المشغولات الأثرية و تماثيل على هيئة المعبودات مثل الإله “أوزير”، و”بتاح”، و”سوكر”، بالإضافة إلى مجموعة من الأقنعة الخشبية وكذلك مقصورة الإله “أنوبيس”.

كما تم العثور على العديد من القطع الأثرية التي تمثل طيور، وإكتشاف مقصورة ضخمة من الطوب اللبن ترجع إلى عصر الدولة الحديثة.